تعتبر الجمعية الوطنية للمحامين الشباب بالمغرب نتاج تطور طبيعي لوعي المحامي الشاب المغربي بضرورة امتلاك إطار تمثيلي خاص به.
منذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت تتبلور ملامح هذا الإطار داخل هيئات متعددة، وصولًا إلى أول لقاء تأسيسي فعلي احتضنته مدينة تازة، حيث تشكّل أول مكتب تنفيذي بشكل ديمقراطي وتمت صياغة المبادئ الأساسية التي تؤطر عمل الجمعية.
لقد عرفت الجمعية مراحل متعددة من التطور، تميزت بالانفتاح على كافة القضايا المهنية والاجتماعية والحقوقية، وجعلت من استقلالية المهنة،
تعزيز تكوين المحامي، والدفاع عن كرامة المشتغلين بها، محاور رئيسية في مشروعها التنظيمي. كما تبنت منذ البداية سياسة الانفتاح على المحيط السوسيو-مهني.
عبر مسارها، نظمت الجمعية لقاءات وطنية، دورات تكوينية، وشاركت في إعداد تقارير ومذكرات ترافعية ساهمت في الدفع بالإصلاحات التشريعية والمهنية.
وقد نجحت في ترسيخ نفسها كفاعل مدني مهني يحظى بالمصداقية والشرعية داخل الحقل القانوني المغربي.
شاركت الجمعية في العديد من اللقاءات الوطنية والجهوية المنظمة من طرف هيئات ومؤسسات قانونية، وكانت دومًا حاضرة في النقاشات الكبرى المتعلقة بإصلاح العدالة وقوانين المهنة، ما عزز حضورها المؤسساتي.
إن هذه المحطات التاريخية لا تعكس فقط مسار جمعية مهنية، بل تعبر أيضًا عن دينامية جيل كامل من المحامين الشباب المؤمنين بدورهم في إصلاح العدالة والنهوض بواقع المهنة، وتمكين صوتهم داخل الحقل القانوني والمجتمعي.